الصَّرْفُ لغةً : هو التغيير.
والصَّرْف اصطلاحاً : عِلم يدرس التغيير الذي يطرأ على بُنيَة الكلمة وصيغتها، وما يطرأ عليها من تغيير، كالزيادة، أو النقصان، أو الإبدال والقلب، وغير ذلك، وأمثلة ذلك كلمة (سَعِدَ)، فقد يطرأ عليها زيادات عديدة، نحو: سعيد، ومُساعَدة، ومُستعِدّ، ومُساعِد، وأسعَد، واستعدَّ، وساعَد.
وعِلم الصرف مُختَصُّ: بالأسماء والأفعال، إذ لا يطرأ التغيير على الحروف.
و يدرس عِلم الصَّرف: الكلمة العربية المُتصرِّفة، مثل: الأسماء المعرَبة، والأفعال المتصرفة، وصحة الفعل، وعلّته، بالإضافة إلى أصوله، وزياداته، ولا يتناول الكلمة الجامدة التي لا تقبل أي تغيير، كالأسماء الأعجمية؛ لأنّها منقولة من لغة أخرى، وكالأسماء المّبنية، مثل الضمائر، ولا يتناول كذلك الأسماء الموصولة، مثل: الذي، واللواتي، ولا أسماء الإشارة، مثل: هذا، وهاتان، ولا أسماء الشرط، مثل: مَن، وما، ولا أسماء الاستفهام، مثل: مَن، وكيف، وأيضاً لا يتناول أسماء الأفعال، مثل: هَيْهات، وشتّان، ولا الأفعال الجامدة، مثل: بِئس، ونِعم، وعسى، وليس.
وواضع علم الصَّرف : هو معاذ بن مُسلم الهرّاء، المُتَوَفَّى سنة (187) هجرية ، وليس المُتَوَفِّي، لأن المتوفي هو الله سبحانه يقول جل شأنه في محكم تنزيله: (الله يتوفى الأنفس…)
الغاية من علم الصرف: حِفظ اللسان من الخطأ في المعنى والدلالة التي تدلّ عليها الكلمة. إليكم بعض الأمثلة:
• حَسِبَ وحَسَبَ وحَسُبَ.. الأولى بمعنى ظنّ، والثانية بمعنى عدّ، والثالثة بمعنى شَرُفَ.
• البَرّ والبِرّ والبُرّ.. البَرّ: من أسماء الله الحسنى ، ويطلق أيضاً على اليابسة (الأرض) عكس البحر ، والبِرّ: الإحسان، والبُرّ: القمح.
• الخِلّة والخَلّة والخُلّة.. الخِلّة: بقية الطعام بين الأسنان، والخَلّة: الثُّقبةُ الصغيرة أو الحاجةُ والفقر ، والخُلّة: الصداقة، وخُلّة الإنسان أهل مودته.
• الجَدّ والجِدّ والجُدّ.. الجَدّ: أبو الأب أو الأم ، الجِدّ: الاجتهاد، الجُدّ: ساحل البحر؛ ومنه سُميت جُدّة بضمّ الجيم..
• الغَلُّ والغُلُّ والغِلُّ.. الغَلُّ بفتحِ الغين: الدَّخْل من كِراءِ دار وأَجْر أرض، والغُلُّ بالضم والجمع الأغلال : طوق من حديد أو جلد يُجعل في اليد أو في العنق، والغِلُّ بالكسر: العداوة والحقد الكامن .
• الجَنَّة والجُنَّة والجِنَّة.. الجَنَّةُ بالفتح دارُ النعيم في الآخرة، والجُنَّةُ بالضم كل ما وقَى من سلاح وغيره ومنه «الصوم جُنة» أي وقاية، والجِنَّة بالكسر الجنون أو طائفة من الجِن.
• قَدَمٌ وقِدَمٌ وقُدُمٌ.. قَدَمٌ بالفتح ما يطأُ الأرض من رجل الإِنسان، وقِدَمٌ بالكسر أي منذ زمن بعيد «منذ القِدَم»، وقُدُمٌ بالضم بمعنى إِلى الأمام «نمضي قُدُماً.
• الشَّمال والشِّمال.. الشمال بفتح الشين عكس الجنوب، وبكسرها عكس اليمين.
• الفَراسَة والفِراسة.. الفَراسَة بالفتح العِلم بركوب الخيل وركْضها من الفُرُوسة والفروسية.. والفِراسة بكسر الفاء الاستدلال بالأمور الظاهرة على الأمور الخفية، وأيضاً ما يقع في القلب بغير نظر وحُجّة.
• الدِّرَّةُ والدُّرَّةُ.. الدِّرَّةُ بالكسر: اللبن إذا كثر وسال واسْتَدَرَّ، والدِّرَّة: هي السوط، والدُّرَّةُ بالضم: اللؤلؤة العظيمة.
• السِّحْرُ والسَّحَرُ.. السِّحْرُ بكسر السين وسكون الحاء: كل أمر أو عمل يُزعم أنه خارق للعادة والطبيعة ويقصد به التمويه والخداع، والسَّحَرُ بفتح السين والحاء: قبيل الصبح.
• المَهْرُ والمُهْرُ.. المَهْرُ بفتح الميم: صداق الزوجة، والمُهْرُ بضم الميم: صغير الحصان.
• العِقَاب والعُقاب.. العِقَابُ بكسر العين: جزاء فعل السوء، عكسه الثواب، والعُقابُ بضم العين: طائر من الجوارح.
• الذُّنوب والذَّنوب.. الذُّنوب بالضم: جمع ذنْب وهو الإثم والجُرْم والمعصية، والذَّنوب بالفتح: الدلو المملوءة ماءً…وورد في القرآن في سورة الذاريات بمعنى نصيب من العذاب.
• القَصَص والقِصَص.. القَصَص بفتح القاف: ما كان حقَّاً؛ ومنه قوله تعالى : نحن نقص عليك أحسن القصص، والقِصَص بكسر القاف: يشمل ما كان حقاً وباطلاً، ومفردها قصة، وهي حكاية نثرية تُستمد من الخيال أو الواقع أو منهما معاً.
المقياس الصرفي: هو المقياس الذي يعرف به أحوال أبنية الكلمة حسب ميزانها المقدر.
وأغلب الألفاظ العربية تتكون أصول أحرفها من ثلاثة أحرف فجعلوا الوزن الأصلي للمفردات عموماً الوزن: (فَـعَلَ )
فَسَمُّوا الحرف الأول : فاء الكلمة
والثاني : عين الكلمة
والثالث : لام الكلمة
وقابلوا كل كلمة بما يقابلها من الميزان ،وقسموا الحروف الهجائية إلى أحرف زائدة وأحرف أصلية ، فالأحرف الزائدة مجموعة في قولهم”سألتمونيها” أي السين والهمزة واللام والتاء والميم والواو والنون والياء والهاء و الألف وما دون ذلك من الحروف فهي أصلية.
وأبواب التصريف خمسة وثلاثون باباً منها :
أبواب الفعل الثلاثي المجرد
ستة منها للثلاثي المجرد .
ينقسم الفعل من حيث التجرد والزيادة إلى مجرد ومزيد .
فالمجرد : ما كانت حروفه أصلية بحيث إذا حذف أحدها تغير المعنى وهو قسمان :
أ. ثلاثي مثل : نَصَرَ ، وشَرِبَ ، وكَرُمَ .
ب. رباعي مثل : دَحْرَجَ ، وحَوْقَلَ ، وزَلْزَلَ .
وأما المزيد : فهو ما كانت حروفه زيادة على أصله وهو أيضاً قسمان :
أ. مزيد ثلاثي مثل : أَكْرَمَ ، وافْتَتَحَ ، واسْتَقَامَ .
ب. مزيد رباعي مثل : تَدَحْرَجَ ، وتَزَلْزَلَ ، ومثل اشْمَأَزَّ ، واسْتَحَلَّ ، ومثل احْرَنْجَمَ .
الفعل الثلاثي المجرد : أوزانه الصرفية ستة أبواب هي:
الباب الأول:
فَـعَلَ – يَفْعُلُ موزونه : نَصَرَ يَنْصُرُ ، وعلامته أن تكون عين فعله مفتوحة في الماضي ومضمومة في المضارع ، وبناؤه للتعدية ، غالباً وقد يكون لازماً مثال : المتعدي نحو : نَصَرَ زيدٌ عَمْراً ، ومثال اللازم نحو : خَرَجَ زيدٌ والمتعدي ما يتجاوز فعلُ الفاعل إلى المفعول به ، واللازم هو ما لم يتجاوز فعلُ الفاعل إلى المفعول به بل وقع في نفسه.
ومن أمثلة الباب الأول: كَتَبَ يَكْتُبُ ، قَعَدَ يَقْعُدُ ، رَفَقَ يَرْفُقُ ، مَدَّ يَمُدُّ ، دَعَا يَدْعُو ، نَصَرَ يَنْصُرُ ، هَضَمَ يَهْضُمُ ، خَرَجَ يَخْرُجُ….
الباب الثاني:
فَـعَلَ – يَفْعِلُ وموزونه ضَرَبَ يَضْرِبُ ، وعلامته أن تكون عين فعله مفتوحة في الماضي ومكسورة في المضارع وبناؤه أيضاً للتعدية غالباً وقد يكون لازماً مثال المتعدي : ضَرَبَ زيدٌ عَمْراً ، ومثال اللازم : جَلَسَ زيدٌ .
ومن أمثلة الباب الثاني: مَلَكَ يَمْلِكُ ، قَلَبَ يَقْلِبُ ، غَلَقَ يَغْلِقُ ، طَوَى يَطْوِي وَقَى يَقِي ، وَعَدَ يَعِدُ ، رَمَى يَرْمِي ، فَرَّ يَفِرُّ، ضَرَبَ يَضْرِبُ ، جَلَسَ يَجْلِسُ رَمَى يَرْمِي ، أَتَى يَأْتِي ….
الباب الثالث:
فَعَلَ – يَفعَلُ موزونه : فَتَحَ يَفْتَحُ وعلامته أن تكون عين فعله مفتوحة في الماضي والمضارع بشرط أن تكون عين فعله أو لامه واحداً من حروف الحلق وهي ستة : الحاء والخاء والعين والغين والهاء والهمزة وبناؤه أيضاً للتعدية غالباً وقد يكون لازماً مثال المتعدي : فَتَحَ زيدٌ البابَ ومثال اللازم: ذَهَبَ زيدٌ.
وأمثلة الباب الثالث: وَقَعَ يَقَعَ ، دَهَمَ يَدْهَمُ ، وَضَعَ يَضَعُ ، لَجَأَ يَلْجَأُ ، وسَأَلَ يَسْأَلُ، فَتَحَ يَفْتَحُ ، قَرَأَ يَقْرَأُ ، سَعَى يَسْعَى….
الباب الرابع:
فَعِلَ – يَفْعَل موزونه عَلِمَ يَعْلَمُ وعلامته أن تكون عين فعله مكسورة في الماضي ومفتوحة في المضارع ، وبناؤه أيضاً للتعدية غالباً وقد يكون لازماً مثال المتعدي : عَلِمَ زيدٌ المسألة ، ومثال اللازم : وَجِلَ زيدٌ .
وأمثلة الباب الرابع: فَرِحَ يَفْرَحُ ، شَرِبَ يَشْرَبُ ، فَهِمَ يَفْهَمُ ، سَمِعَ يَسْمَعُ رَضِىَ يَرْضَى ،سَئِمَ يَسْأَمُ ،عَوِرَ يَعْوَرُ ، قَوِيَ يَقْوَى ،أَمِنَ يَأْمَنُ ، عَلِمَ يَعْلَمُ بَقِيَ يَبْقَى…..
الباب الخامس:
فَعُلَ – يَفْعُلُ موزونه حَسُنَ يَحْسُن وعلامته أن تكون عين فعله مضمومة في الماضي والمضارع وبناؤه لا يكون إلا لازماً نحو حَسُنَ زيدٌ .
ومن أمثلة الباب الخامس : كَرُمَ يَكْرُمُ ، شَرُفَ يَشْرُفُ ، عَظُمَ يَعْظُمُ ، وَسُمَ يَوْسُمُ ، جَرُؤَ يَجْرُؤُ ، لَؤُمَ يَلْؤُمُ، عَظُمَ يَعْظُمُ ، وحَسُنَ يَحْسُنُ… .
الباب السادس:
فَعِلَ – يَفْعِلُ موزونه حَسِبَ يَحْسِبُ وعلامته أن تكون عين فعله مكسورة في الماضي والمضارع وبناؤه أيضاً للتعدية غالباً وقد يكون لازماً مثال المتعدي: حَسِبَ زيدٌ عَمْرَاً فاضلاً ، ومثال اللازم: وَرِثَ زيدٌ .
وأمثلة الباب السادس : وَثِقَ يَثِقُ ، وَرِثَ يَرِثُ ، وَرِمَ يَرِمُ، وَفِقَ يَفِقُ ، حَسِبَ يَحْسِبُ ….
أبواب الفعل الثلاثي المزيد
وهي اثنا عشر باباً:
النوع الأول : الفعل الثلاثي المزيد بحرف واحد وله ثلاثة أبواب وهي :-
الباب الأول: أَفْعَلَ يُفْعِلُ : كل فعل ثلاثي سُبِقَ بهمزة قطع مثل : أَكْرَمَ يُكْرِمُ وأَعْطَى يُعْطِي وأَجْزَلَ يُجْزِلُ.
الباب الثاني: فَعَّلَ يُفَعِّلُ : كل فعل ثلاثي ضُعِّفت عينه مثل : فَرَّحَ يُفَرِّحُ وكَرَّمَ يُكَرِّمُ وعَلَّمَ يُعَلِّمُ .
الباب الثالث: فَاعَلَ يُفَاعِلُ ، كل فعل ثلاثي زِيدَ فيه ألف بين الفاء والعين مثل : قَاتَلَ يُقَاتِلُ وضَارَبَ يُضَارِبُ وغَامَرَ يُغَامِرُ .
النوع الثاني: الفعل الثلاثي المزيد بحرفين وهو خمسة أبواب :
الباب الأول: انْفَعَلَ يَنْفَعِلَ موزونه انْكَسَرَ يَنْكَسِرُ انْكِسَارَاً وعلامته أن يكون ماضيه على خمسة أحرف بزيادة الهمزة والنون في أوله وبناؤه للمطاوعة ومعنى المطاوعة حصول أثر الشيء عن تعلق الفعل المتعدي نحو كَسَرْتُ الزُّجَاجَ فَانْكَسَرَ ذلك الزجاجُ فإن انكسار الزجاج اثرٌ حَصلَ عن تعلق الكسر الذي هو الفعل المتعدي .
الباب الثاني: افْتَعَلَ يَفْتَعِلُ موزونه اجْتَمَعَ يَجْتَمِعُ اجْتِمَاعَاً وعلامته أن يكون ماضيه على خمسة أحرف بزيادة الهمزة في أوله والتاء بين الفاء والعين وبناؤه للمطاوعة أيضاً نحو : جَمَعْتُ الإبلَ فَاجَتَمَعَ ذلك الإبلُ .
الباب الثالث: افْعَلَّ يَفْعَلُّ موزونه احْمَرَّ يَحْمَرُّ احْمِرَارَاً وعلامته أن يكون ماضيه على خمسة أحرف بزيادة الهمزة في أوله وحرف آخر من جنس لام فعله في آخره وبناؤه لمبالغة اللازم وقيل للألوان والعيوب مثال الألوان نحو : احْمَرَّ زيدٌ ، ومثال العيوب نحو : اعْوَرَّ زيدٌ.
الباب الرابع: تَفَعَّلَ يَتَفَعَّلُ:موزونه تَكَلَّمَ يَتَكَلَّمُ تَكَلُّمَاً وعلامته أن يكون ماضيه على خمسة أحرف بزيادة التاء في أوله وحرف آخر من جنس عين فعله بين الفاء والعين وبناؤه للتكلف ومعنى التكلف تحصيل المطلوب شيئا بعد شيء نحو : تَعَلَّمْتُ العِلْمَ مسالةً بَعْدَ مَسالة .
الباب الخامس: تَفَاعَلَ يَتَفَاعَلُ موزونه : تَبَاعَدَ يَتَبَاعَدُ تَبَاعُدَاً ، وعلامته أن يكون ماضيه على خمسة أحرف بزيادة التاء في أوله والألف بين الفاء والعين وبناؤه للمشاركة بين الاثنين فصاعداً ، مثال المشاركة بين الاثنين نحو : تَبَاعَدَ زيدٌ عن عمرو ومثال المشاركة بين الاثنين فصاعدا نحو : تَصَالَحَ القومُ .
النوع الثالث: الفعل الثلاثي المزيد بثلاثة أحرف وهو أربعة أبواب .
الباب الأول : اسْتَفْعَلَ مثل : اسْتَخْرَجَ واسْتَعْمَلَ واسْتَمْلَكَ ..حيث زِيدَ فيه همزة وصل في أوله بعدها سين ثم تاء.
الباب الثاني :افْعَوْعَلَ مثل : اخْضَوْضَبَ واعْشَوْشَب واغْدَوْدَنَ ..حيث زِيدَ فيه همزة وصل في أوله ثم واو بين عيني الكلمة.
الباب الثالث: افْعَوَّلَ مثل : اجْلَوَّذَ واخْروَّطَ واعْلَوَّطَ ..حيث زِيدَ فيه همزة وصل في أوله ثم واو مضعفة بين العين واللام.
الباب الرابع: افْعَالَّ مثل : احْمَارَّ واخْضَارَّ واشْهَابَّ ..حيث زِيدَ فيه همزة وصل في أوله ثم ألف بين الفاء واللام ثم لام مضعفه.
اترك تعليقاً